أولم يقل

أولم يقلأولم يقل

  • الرئيسية
  • الخالق
  • الخلق
  • الرسل
  • النصوص
  • المنظورات

  • الخلق
  • الملائكة
  • عزرائيل

الأسماء والألقاب

يُعرف في الإسلام باسم عزرائيل، وغالبًا ما يُشار إليه باسم "ملك الموت". ومعنى اسمه "من يُعينه الله". وفي التقاليد العبرية والمسيحية يُعرف باسم "أزريئيل"، وهو الاسم نفسه للمَلَك الموكَّل بقبض الأرواح. ورغم أن اسمه لم يُذكر صراحة في القرآن الكريم، فإن التراث الإسلامي يصفه باستمرار بأنه المعيَّن من الله لفصل الأرواح عن الأجساد حين يحين الأجل المقدر لكل إنسان.

الدور والوظيفة

تتمثل مهمة عزرائيل الأساسية في قبض أرواح الأحياء في اللحظة الدقيقة التي قدّرها الله تعالى. فهو لا يُميت أحدًا من ذاته، بل ينفّذ أمر الله. وقد قال تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ (السجدة: 11). ويؤدي مهمته بلا تعجل ولا تأخير. يشرف على عدد لا يُحصى من الملائكة الذين يعاونونه، كلٌّ منهم مسؤول عن أرواح فئة من الناس في أنحاء العالم. يأتي إلى المؤمنين بلطف ورحمة، وإلى الظالمين بشدة وصرامة. ومهمته تمثل الجسر بين الحياة والفناء، وبين الدنيا والآخرة.

الهيئة والقوة

تختلف الروايات في وصف عزرائيل، لكنها تتفق على عظم هيبته وسعة سلطانه. وتذكر بعض الآثار أنه مخلوق يغطي جسده عيون وألسنة، كل عين تمثل روحًا من الأرواح التي يشرف عليها. فإذا مات إنسان أُغلقت عينه، وإذا وُلد آخر انفتحت عين جديدة. يمتد بصره إلى أرجاء الأرض، فيقبض روحًا في أقصى المشرق وهو قائم في أقصى المغرب. قوته ليست في الإهلاك، بل في التنفيذ الدقيق لأمر الله في وقته المحدد.

الصفات والسمات

لا يُوصف عزرائيل بالقسوة أو الرحمة بمعايير البشر، فهو عادل، مطيع، لا يتردد ولا ينحاز. وجوده تذكير بأن الموت ليس فوضى، بل نظام إلهي محكم. ورغم ما يُثار من رهبة عند ذكره، فإن جوهر عمله يحمل رحمة — فهو للمؤمن نهاية للألم وبداية للسلام. يؤدي مهمته بدقة وجلال، بلا كِبر ولا تردد.

الحدود والصلاحيات

لا يعمل عزرائيل إلا بأمر الله وحده. لا يختار من يموت ولا متى، بل ينفّذ ما كُتب في اللوح المحفوظ. لا يستطيع أن يؤخر أو يقدم الأجل لحظة واحدة. وتنتهي سلطته عند حدود مشيئة الله، ليبقى شاهدًا على أن حتى "ملك الموت" عبدٌ مأمور لا سيد على القدر.

الدلالة والمعنى

يمثل عزرائيل رمزًا للحتمية والعدل الإلهي. فهو تجسيد لحقيقة أن لكل نفس أجلًا مسمّى، وأن الموت ليس فناءً بل انتقال. ومن خلاله يتعلم المؤمن أن يرى الموت لا كعدو، بل كرسول للعودة — خادمٌ رحيم يؤدي آخر أدوار الرحمة الإلهية.