أولم يقل

أولم يقلأولم يقل

  • الرئيسية
  • الخالق
  • الخلق
  • الرسل
  • النصوص
  • المنظورات

خالق كل ما هو موجود، الله؛ متعالٍ عن أي مقارنة. الخالق غير مخلوق، ولا شيء يمكن أن يُنهي وجوده. ذاته مطلقة، كاملة، ومستقلة. إدراك صفاته هو إدراك حقيقة الوجود ذاته.

عندما يتعلق الأمر بوصف الخالق، فإن العقل نفسه يضع الحد الفاصل. المخلوق (نحن) لا يمكنه أن يدرك حقيقة خالقه؛ المحدود لا يستوعب اللامحدود. تمامًا كما أن الآلة لا تستطيع أن تفسر عقل المهندس الذي صممها، كذلك كلماتنا وفئاتنا لا تستطيع أن تحيط بالواقع الذي يتجاوز الخلق. الحديث عن الله بغير ما وصف به نفسه هو مجرد ظن بلا أساس. عقلًا، المعرفة الموثوقة الوحيدة عنه هي ما اختار أن يكشفه. وما يتجاوز ذلك يُعرض لخطر إسقاط قيود البشر على ما يعلو فوقها.

الاسم

في الآرامية, اللغة السامية التي كانت واسعة الانتشار في فلسطين وسوريا في بداية التقويم الميلادي، يظهر اسم الله على هيئة ʾAlāhā / Alaha (ܐܠܗܐ). هذا الشكل يكاد يكون مطابقًا في الصوت للاسم العربي "الله"، وكان الكلمة التي استخدمها عيسى عليه السلام وتلاميذه في صلواتهم. كانت الآرامية لغة الحياة اليومية في المنطقة، ولا تزال الليتورجيا السريانية المسيحية حتى اليوم تدعو الله باسم "آلاها". هذا الجسر اللغوي يوضح أن كلمة "الله" ليست اختراعًا عربيًا متأخرًا، بل جزء من استمرارية سامية أقدم بكثير لكيفية مناجاة البشر للخالق.

يعلّمنا القرآن والسنة أن الله، الواحد الأحد، يُعرف من خلال أسمائه الحسنى التسعة والتسعين، وكل اسم منها يصف صفةً فريدة من كماله ورحمته. هذه الأسماء ليست كيانات أو قوى منفصلة، بل هي وجوه متعددة للحقيقة الإلهية الواحدة: الرحمن، الحكيم، الغفار، وغيرها. معرفة هذه الأسماء والتفكر في معانيها تعمّق فهم المؤمن لخالقه، وذكرها في الدعاء يربط قلبه بصفات الله التي تحكم الوجود بأسره. وقد قال النبي ﷺ: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة».

وإلى جانب هذه الأسماء المعروفة، تتحدث الشريعة الإسلامية عن *الاسم الأعظم* — وهو أعظم أسماء الله الحسنى. لم يُكشف عن حقيقته على وجه التحديد، لكن النبي ﷺ أشار إلى أن من دعا الله به أُجيب دعاؤه حتمًا. وقد اختلف العلماء في تحديده، فقال بعضهم إنه اسم "الله" نفسه، وقال آخرون إنه "الحي القيوم". غير أن الحكمة من إخفائه هي تذكير المؤمن بأن علم الله أوسع من أن يُحاط به، وأن الإخلاص والتواضع والإيمان أسمى من مجرد معرفة اللفظ الذي يُستجاب به الدعاء.

الضمير

عند الحديث عن الخالق، نستخدم الضمائر مثل: هو، له، به، ليس لإعطائه جنسًا، بل أساسًا لأن الله وصف نفسه بذلك في الوحي المحفوظ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" (سورة الإخلاص:1). في العربية كما في غيرها من اللغات السامية، البنية النحوية تحتوي على التذكير والتأنيث، ولا يوجد ضمير محايد. "هو" يُستخدم كمرجع قياسي لما ليس مؤنثًا، بما في ذلك الأشياء التي بلا جنس. وبالتالي، فإن استخدام "هو" يتبع تسمية الله لنفسه في الوحي المحفوظ، مع التأكيد على أن الخالق متعالٍ عن أي تصنيف بشري كذكر أو أنثى.

الصفات الأساسية

1. الغني عن كل شيء

الله غني عن الحاجة مطلقًا؛ لا يعتمد على طعام أو راحة أو خلق. كل شيء يحتاج إليه في كل لحظة، ومع ذلك فإن عطاؤه لا ينقص من كماله، فذاته تامة كاملة.

2. الأزلي الأبدي

الله لا بداية له ولا نهاية. كان موجودًا قبل الخلق، ويظل بعد أن يزول كل شيء. الزمن نفسه من خلقه، وهو غير مقيد به. بقاءه مطلق، وكل ما سواه زائل.

3. العليم

لا يغيب عن علمه شيء. يعلم الغيب والشهادة، الماضي والمستقبل، المخفي والمعلن. علمه ليس مكتسبًا بل ذاتيّ—كامل، محيط، بلا خطأ. حتى ما في القلوب يعلمه.

4. القدير

الله ليس مجرد قوي، بل هو مصدر كل قوة. كل حركة وكل نفس قائم بقدرته. قوته لا تنقص بالعطاء ولا تهددها معارضة. القوة في الخلق مجرد انعكاس لقدرته المطلقة.

5. غير مخلوق

الله ليس نتاجًا لشيء. لم يولد ولم ينشأ من شيء. هو المبتدئ، القائم بذاته. كل ما سواه محتاج، أما هو وحده واجب الوجود.

6. الأحدية

الله واحد أحد، بلا شريك ولا مثيل. الأحدية هي النتيجة الطبيعية لكماله: لو كان هناك اثنان لاحتاج أحدهما إلى الآخر. وحدته خالصة، أزلية، وهي أساس كل إيمان حق.

أسئلة متكررة

وصف الخالق بـ "الأذكى" مضلل لسببين. أولًا، لم يُسمِّ نفسه بهذا الوصف، فنسبته إليه مجرد تكهن. ثانيًا، تعريف الذكاء هو "القدرة على اكتساب المعرفة وتطبيقها"، وهذا يفترض وجود عملية تعلم ونقص يتم سده. وهذا بدوره يعني معرفة ناقصة.

أما علم الخالق فهو ذاتي، كامل، غير مكتسب. لا يخفى عليه شيء. "العليم" يعبر عن حالة مطلقة، بينما "الأذكى" يضعه ضمن مرتبة داخل فئة مخلوقة. عقلًا، المصدر اللامتناهي للعلم لا يُعرَّف بمصطلحات تفترض وجود حدود.