الأسماء والألقاب
يُعرف في الإسلام باسم إسرافيل، ويُذكر أحيانًا بصيغة "إسرافيل" أو "سرافئيل" في بعض التقاليد الأخرى. في النصوص المسيحية يُقارن أحيانًا بالملاك رافائيل الذي يعني اسمه "الله يشفي"، رغم أن هذا التوازي موضع نقاش. يحمل اسمه في العربية معنى "المتقد" أو "المنفخ"، في إشارة إلى دوره في النفخ في الصور الذي يوقظ الخليقة من سباتها. يُعرف كذلك بملاك الصور أو منادي البعث.
الدور والوظيفة
تتمثل المهمة الأساسية لإسرافيل في النفخ في الصور عند نهاية الزمان — مرة لإعلان موت جميع الخلائق، ومرة أخرى لإعلان البعث للحساب. يقف دائمًا مستعدًا والصور على فمه، منتظرًا فقط أمر الله. يمثل دوره الجسر بين النهاية والبداية، بين فناء العالم وقيام الأرواح من جديد. ويُروى أيضًا أنه يقود الملائكة في التسبيح، يملأ السماوات بالأناشيد التي تمجّد الخالق.
الهيئة والقوة
تصف الروايات إسرافيل بأنه مخلوق عظيم الحجم، مشرق النور. يُقال إن قدميه على الأرض السفلى، ورأسه يبلغ السماء، وجناحاه يمتدان من أقصى الكون إلى أقصاه. أما الصور نفسه فهو أعظم من أن يتخيله عقل إنسان — كبير بما يكفي ليشمل الخلق كله. قوته مطلقة ضمن مهمته: نفخة واحدة تُفني الكون، وأخرى تُعيد الحياة إلى كل نفسٍ خُلقت.
الصفات والسمات
يجسّد إسرافيل معاني الاستعداد، والعبودية، والخشوع. يقف منتظرًا أمر الله على الدوام، لا يشتت انتباهه شيء ولا يتأخر. طاعته تمثل كمال الصبر الملائكي — جاهز دائمًا، لكنه مقيّد بالطاعة المطلقة. وتصف بعض الروايات أنه رحيم القلب، تدمع عيناه ترقبًا ليوم تنتهي فيه الحياة، إشارة إلى رحمته رغم جسامة مهمته.
الحدود والصلاحيات
تكمن قوة إسرافيل كلها في أداء مهمته؛ فلا يتصرف أو يتدخل خارجها. لا يحدد هو لحظة البعث، بل ينفذها حين يُؤمر فقط. السلطة الهائلة الموضوعة في نَفَسه متوازنة بخضوعه الكامل، فوجوده يعلّم أن الأمر الإلهي هو الذي يحدّد حتى أعظم القوى.
الدلالة والمعنى
يُمثّل إسرافيل كلاً من الصمت الأخير واليقظة العظمى. من خلاله تُختتم دورة الخلق وتبدأ من جديد. وجوده يذكّر بهشاشة كل شيء ويؤكد حتمية التجدد. ففي صورِه يكمن صوت القدر — نفخة تُذيب العالم، ثم أخرى تُعيده للعدل والحياة الأبدية.
